آية الحب
النقد والتعليق:
اللوحة التي أمامنا الآن هي آيات كريمات مكتوبة بالخط الديواني، وسمي الخط بهذا الاسم نسبة لاستعماله في دواوين السلطة في الدولة العثمانية، والتي توقع باسم السلطان العثماني وهو أيضاً خط الأوسمة والنياشين، وقد كان يكتب به أوامر التعيينات في الوظائف الكبيرة.
ويقال إن أول من وضع قواعد هذا الخط هو "الخطاط إبراهيم" وقد كتب به الأتراك ثم جاء بعد ذلك "غزلان بك" والذي أدخل عليه كثيرًا من التطوير، ثم تتلمذ على يديه الخطاط الأستاذ محمد عبد القادر رحمه الله والذي أبدع فيه أيما إبداع.
والخط الديواني يشبه إلى حد كبير خط الرقعة والذي يكتب خط الرقعة يسهل عليه كتابته، والديواني يشبه إلى حد كبير خط الرقعة في تقويس ألفاته ولاماته وكثرة انحناءاته وسهولة تشكيله، وتطويع الحرف لملائمة الفراغ، ويكتب الخط الديواني بقلم سمكه 1.5 مم إلى 2 مم.
اللوحة التي نحن بصدد الحديث عنها مكتوبة بهذا الخط حافظ فيها الخطاط على قواعد الخط العربي الأصلية "الكلاسيكية"، بل وأجاد الكتابة من حيث ملء الفراغات وبناء السطر حتى ظهرت في شكل بديع.
ويظهر ذلك في اختياره لكتابة حرف الميم بهذا الشكل الذي نراه في السطر الأول والتماثل بين الحروف، كما يظهر في ليونة قلمه كما في كلمة "لا يهدي" حركة الدال مع الياء وهي حركة مبتكرة.
وهذا لا يمنع أن تكون هناك أشياء بسيطة تؤخذ عليه مثل:
1- كلمة "قل" في بداية الآية نرى حرف اللام فيها "مضغوط" ويختلف مثلا عن نظيره في كلمة "أموال" في السطر الثاني. 2- نرى درجة الميل في السطور واضحة جميلة ولكن سقطت كلمة "سبيله" في السطر الثالث عن هذا التناغم فبدت وكأنها تكسر إيقاعًا جميلاً. اللوحة في مجملها رائعة تبشر بخطاط دارس وواع ومبتكر أيضاً.