المقدمة
مراهق في سن السادسة عشرة يعيش في أسرة لا تحاول فهم وتقدير المرحلة التي يمر بها ,ففي يوم من الايام رجع هذا الشاب في ساعة متأخره الى البيت فقام الأب بالصراخ عليه وطرده من المنزل بدلاً من التفاهم معه ومعرفة سبب تأخره 0
هذه احدى المشكلات التي يعاني منها شبابنا المراهقين من سوء التعامل داخل أسرهم , فقد كشفت دراسة خاصة أن 96% من المراهقين لهم علاقة متوترة مع الاهل بسبب عدم فهم ذويهم لمرحلة المراهقة 0 اذن كيف يجب على الاهل التعامل مع أبنائهم المراهقين؟
هذا هو السؤال الذي تجيب عنه هذه الدراسة0000
الاطار النظري
يحس الفرد في احدى مراحل نموه بأنه بدأ يمر بمرحلة جديدة في حياتة تشير الى حدوث تغير في بنيتة وتكوينة , هذا الاحساس هو عملية انتقال تدريجية من بنية الطفولة الى مرحلة جديدة , حيث في البداية يصعب ملاحظة هذا التغير وسرعان ما يبدأ هذا التغير بالبروز سواء بالنسبه لشكل جسم الفرد أو بالنسبه لمشاعره وأحاسيسه الجديدة ويبدأ بادراك أنه اقترب من حياة الكبار وأصبح شبيه فيهم. (نوري حافظ,1981).
المراهقة مرحلة انتقاليه ما بين الطفولة والشباب تشكل حجر الزاوية في تشكيل وجدان كل شاب وفتاة , ولأنها كذلك فهي مرحلة خاصه جداً لها سمات خاصة أيضاً تتمثل في ثورة على الوضع الحالي , انتقال من الطفولة الى عنفوان الشباب وتمردة وبالتالي يقع العبء الاكبر على الوالدين حيث يجب تفهم ومعرفة كيفية التعامل معها بحكمة.
ويؤكد العلماء أن هذه المرحلة تبدأ في الثانية عشرة من العمر وتستمر حتى بلوغ العام الحادي والعشرين وتشهد الكثير من الاضطرابات بدرجات متفاوتة لدى المراهقين.
ان مرحلة المراهقة تعد أول أزمة يعانيها الانسان بفعل تداخل عوامل كثيرة في تكوينها وتشكلها , اذ ينتقل الفرد من مرحلة الطفولة التي تقبل التوجية والتي يسهل انقيادها الى المراهقة التي يراها الباحثون مفترق طرق في حياة الانسان كلها0 ومن هنا تبرز مؤسسات التنشئة الاجتماعية ودورها في تشكيل هذا السلوك سواء الاسرة أو المدرسة أو الاصدقاء أو الحي , فأيهما أقوى سيكون تأثير الفرد المراهق معه أكبر واذا لم تسر مؤسسات التنشئة في منهجية واحدة سيؤثر هذا في ازدواج النصح والتوجية للمراهق وبالتالي تعدد مشكلات المراهق اجتماعية وتربوية وبيئية ونفسية.
وفي هذا العصر زاد ظهور هذه المشكلة بشكل كبير حيث أصبح من الصعب التعامل مع المراهق نتيجة عوامل التغير الاجتماعي وزيادة الاتصال الثقافي والتقنية والانفتاح على ثقافات متنوعة ولذلك يجب على الاسرة أن تراعي هذا التغير وتأثيره على الافراد , وهذ التقنيات الحديثة يجب أن لا نتعامل معها بالنهي لأنه من المعروف أن مرحلة المراهقة تتسم بالعصيان والمغامرة وحب التجريب ومتابعة الجديد , بل يجب التعامل مع المراهق بتوفير المراقبة الذاتية بأن يتم ترك الحرية له في الأول وعدم كبتها فمثلاً عند تعليم أبناءنا بعض القيم هذا لا يعني اغلاقه عن القيم السلبية بل يجب معرفة الايجابيات والسلبيات .
ان برامج الشباب والمراكز العامه لم تستفد من توظيف المراهقين في الحياة الاجتماعية من خلال الخدمات التطوعية وزيارة المراكز الاجتماعية والمشاركة في الايام العالمية , كما أن بعض الشباب يخرج وهو لا يعرف الشارع فتكون شخصيتة مهزوزه , ضعيفة, خجل, مفتقد للمناعة الذاتية بسبب الكبت وقضاء معظم الوقت في المنزل – أما الشخص الكثير الخروج فتخرج شخصيتة في ظل التوجية والارشاد الاسري متوازنه يستطيع التعامل مع الآخر.(عبد العزيز الغريب,2004).
أما بالنسبه للدراسة التي قام بها أحمد بن يحيي الجبيلي فيرى أنه يجب معاملة المراهق معاملة خاصه تختلف عن المراحل السابقة , فيجب اعطاء المراهق حرية في ابداء الرأي والحوار والنقاش ومشاركتة بالقرار لأنة أصبح يتخذ القرارات ولا يتلقاها , أما اذا عاملناة بطريقة مختلفة فهذا يؤدي الى ردة فعل عكسية.
ويبين أن الاسرة والمدرسة تهتم بالملبس وتأمين الرغبات والاحتياجات واهمال جانب التحدث عن الاحداث التي تدور من حولنا والتي تمر بالمراهق0ويرى أنه كلما زادت التغيرات زادت الانحرافات لدى المراهقين.(أحمد بن يحيي الجبيلي ,2004).
مرحلة المراهقة هي مرحلة قلقة فهنا يبدأ المراهق بالاستقلال عن أسرتة , ومن أهم المشاكل أن المراهق بحاجه لطريقة في المعاملة تختلف عن مرحلتة السابقة من حيث نمو انفعالاته السريعة التي يعتبرها شيء عادي في حين تعتبره أسرتة أنه نوع من التمرد والعصيان0 ومما يزيد من معاناة المراهق كونة يعيش في جو أسري مضطرب فهذا يؤدي الى لجوءة الى البيئة الخارجية لتحقيق ما يريد كالتنفيس عن طاقتة الجنسية بطرق غير مشروعة تدفعة لطريق الانحراف, وهذا يؤثر على مستقبلة.(الزهراني,1980).
ان العديد من الدراسات التي أجريت على المراهقين وعائلاتهم أظهرت أن كثيراً من العائلات لم تواجه صراع مع الابناء وأنها تعيش بسلام بسبب التواصل الذهني بالافكار والآراء فهذا يؤدي الى الاستقلالية ضمن التوجية والارشاد الصحيح.
يبدأ المراهق بهذه المرحلة بطرح العديد من الأسئلة , من أكون؟ ماذا سأكون مستقبلاً؟ الى متى سأبقى معكم؟...الخ، ويبحث عن اجوبة متحدياً سلطة البيت وقوانينة , فهنا يفترض من الأهل أن يقوموا بتشجيع أبنائهم بتولي المسؤولية وأخذ زمام الامور لانجاز اختياراتهم ضمن عملية التوجيه والارشاد , وليس النظر اليهم كأطفال الامر الذي يسبب البكاء لديهم كردة فعل مباشرة ، وعادة المراهقين يقومون بقبول آراء أصدقائهم فيجب على الأهل أن يقوموا بتوجيههم على تكوين علاقات جيدة وأن يقوموا بتشجيع أبنائهم على أحضار أصدقائهم للمنزل حتى يزيد الأحترام بينهم.
وكما ذكرنا يمر المراهق في هذه الفترة بمجموعة من التغيرات الفسيولوجية التي تبدأ بقيام الغدة النخامية بافراز مجموعة من الهرمونات التي لها أثر في عملية النمو وتبدأ وظائف التكاثر بالنضج، هذه المرحلة تحدث عند الاناث قبل الذكور بعامين تقريباً وتتأثر بالظروف البيئية التي يعيش فيها الفرد ومستوى الأسرة الاجتماعي والاقتصادي ومن ملامح البلوغ ظهور الطمث لدى الفتيات وتغير الصوت وظهور شعر الوجه بالنسبة للذكور.(ابراهيم قشقوش,1980).
يتسم المراهقين بالانانيه والرغبة في اظهار التميز فيقضون الكثير من الوقت أمام المرآة يحاولون التكلم بصوت عالي , يحاولون التميز بقصة الشعر أو الملابس وسماع الاغاني الصاخبة , ويحاولون اختبار قواهم الذهنية وهنا يجب على الاهل التعامل بكل رقة وشفافية مع المراهقين وزرع الثقة فيهم وجعلهم يعرفون ما هو مقبول وما هو مرفوض , وعدم التوقف كثيراً عند هذه الامور بسبب شعور المراهق بأن مثل هذه الامور تساعدة على الاستقلال , وأحياناً يكون سعيد عندمل يرى أن مثل هذه الامور تزعج الكبار فيلجأون للتمرد بالرغم من أنهم يعلمون صحة وجهات النظر هذه ولكن يرفضونها لانها صادرة من الكبار .(د0موسى,منير عامر,2002).
عادة تكون نظرة الابناء للآباء بأنهم متسلطون يريدون التحكم بكل تفاصيل الحياة وأنهم كثيرو الالحاح لانجاز الكثير من الاهداف , وهذا يؤدي الى ظهور مشكلات كبيرة لأن الاباء ينسون أنهم كانوا يشعرون نفس الشعور ويتذكرون فقط المشاكل التي عانوا منها وفشلوا فيها ويريدون تجنيب الابناء مثل هذا الفشل , حيث في عصرنا هذا زاد تدخل الوالدين بسبب ما يسمعوه من وسائل الاعلام عن انحرافات المراهقين لذلك يضغطون بشكل كبير على الأبناء .(منير عامر,2002).
مشاكل المراهق النفسية والاجتماعية :-
تنشأ المشاكل النفسية والاجتماعية عادةً من تعقد ظروف الحياة في المجتمعات التي نعيش فيها فقد يكون سبب هذه المشاكل هو احتكاك المراهق بالقوى الخارجية التي يعايشها.
ان المراهق يقع في المشكلات بسبب قلة خبرته في التعامل مع الحياة .(ابراهيم قشقوش,1980).
ومن أهم المشاكل النفسية التي يواجهها المراهق في هذه المرحلة : النفور من العمل والنشاط , الرفض والعناد , نقص الثقة بالنفس , الرغبة في الانعزال , الاهتمام بمسائل الجنس , الملل وعدم الاستقرار , الانفعال الشديد , شدة الحياء , عدم التآزر في الحركات , أحلام اليقظة , التمرد .
وسوف أتطرق في هذه الدراسة لمشكلة التمرد والانفعال الشديد ومشكلة الغضب