جَلَسَتْ أماميْ ...
نظرتُ في عينيها..قلتُ: دعيني أبحرُ من موانئِ عينيكِ.. أكتشفُ قارةً جديدةً .. لم يكتشفها أحد قبليْ.. ها هي الشطآن منفتحةٌ أمامي .. وها هي أشرعتي مستعدةٌ للإبحارْ... من هنا ... حيث يبدأ سفرُ التكوينِ ...وتاريخُ عشقٍ حديث الولادةِ من عينينِ تقول للتاريخِ أنت هنا صفرٌ الآنَ...سأكتبُ أسطورتيْ الأولى...رحلتيْ الأولى ...
هجرتيْ الأولى نشيدُ الأناشيدِ.. وإلياذةٌ جديدةٌ للفرحْ..وسفرٌ في معالمٍ أحبُّ اكتشافها..بحارٌ ...أنا ...والطحالبُ تعلو جسديْ ..على شعريْ..على وجهيْ ...بين أصابعِ يديّْ....طحالبُ حزنٍ منْ زمنٍ مضَى ..منذ سنينٍ..وللمرةِ الأولى أرىَ الشاطئَ ..يلوحُ من بعيدٍ ..بعيدةٌ المسافةْ..ولكننيْ قدْ أصلهُ بجهدٍ قليلٍ ... تعاليْ ... اقتربيْ ....
لملميْ عني غبارَ الزمنِ المهترئْ اشعلينيْ ...لأضيءْ....من يهاجرْ ... يحسبُ البحرَ صديقهْ...من يبحر ْ ... حسبُ الموجَ وسادةْ ...من يتوسدْ .... ينامْ ...ومن ينامُ ... يحلمْ ..ومن يحلمْ .... يطل عليه الصباحُ فيستفيقْ....
فإذا استفاقَ ... هاجرْ ومن يهاجرْ يحسبُ البحرَ صديقهْ؟؟؟؟ والدوامةُ تدورْ... فاشعلينيْ .... قدْ أضيءْ يا زماناً عشتهُ مهاجراً ...بينَ رحيلٍ ورحيلْ ...أيْ مهاجرْ ...ها هو شاطئكَ الآمنُ يبدوْ..من بعيدْ...ها هي الشمسُ أمامكَ هل تخافُ الاحتراقْ...ها هيَ الأيديْ تلوّحُ بالمناديلِ اشتياقاً ...ها هيَ فيروزُ تشدوْ ...."رجعتَ في المساءْ " تقدمْ فليسَ يفيدكَ ..في مستنقعِ الوهمِ .. هذا الخواءْ ...تقدمْ ...فمسافةُ الألفِ ميلْ تبدأ بابتسامةْ