القدر والخير والشر

عدد الرسائل : 798 تاريخ التسجيل : 10/06/2007

القدر والخير والشر

رزقنا الله تعالى بالمال الكثير ، والرزق الوفير وأعطانا جل شأنه الصحة والعافية
ويرزقنا نعمة الأبناء وعندما تعلو مراكزنا ويزيع سيطنا فهذا كله خير بالمفهوم البشرى وهذه كلها
نعم من عند المولى عز وجل ، أما إذا اصابنا الفقر والحاجة فنعتبر هذا شر بمفهومنا الدنيوى
ومن لا يحبذ ذلك الكلام عليه بالتطلع لحاله إذا مرض أو أصابه كرب أو شدة تجد الأنسان وقتها
يترقب فك الكرب ولا يتصور أن فى ذلك خير له ورب ضاره نافعة ،فيضيق صدر الأنسان ولا يتخيل
ان فى قلة المال أو البنين خير له ،

ومن كلام الأمام الشعراوى رحمه الله بين قضية الخير والشر

ففرق بين ثلاث أنواع من الأحداث تقع اعامة المسلمين ومنها ما لا دخل للأنسان فى وقوعها ،كأن يصاب بمرض
أو يفقد ولده فى حادث وتلك الأحداث هى قضاء الله الذى يريده فى كونه وقضاء الله دائما خير مهما بدا فى نظرتنا
الضيقة والمحدودة وعلمنا المحدود انه شر اما عن ضيق الصدر والصبر الذى لا يحتما وينفد أما تلك المصائب
ذلك لأننا لا نرى الصورة كاملة مثال على ذلك فى سورة ((الكهف)) فكل الأعمال التى قام بها سيدنا خضر
عليه السلام كانت شرا من وجهه نظر سيدنا موسى عليه السلام ..ركب السفينة فخرقها لتغرق ،ولقى غلاما فقتله ،
ثم دخل على أهل قرية رفضوا أن يعطوة لقمة خبز وهو جائع فأقام لهم جدارا كان سينقض
ورغم ذلك كانت تلك الأعمال من أقدار الله عز شأنه المليئة بالخير
فالسفينة كانت لمساكين يعملون فى البحر فخرقها لانه كان ورائهم ملك ظالم يأخذ كل سفينة فنجت
بذلك من اغتصاب الملك لها وبقيت لهم يتعيشون منها ، والغلام الذى قتله بغير ذنب كان سيقود ابواه الى
الطغيان والكفرفأراد الله برحمته أن يبدلهما غلاما صالحا ورحمهما بأن أخذ ابنهما قبل سن التكليف ليدخل
الجنة بدون حساب ن والجدار كان تحته كنز لولدىَ رجل صالح فحفظه الله لهما حتى يكبرا ويأخذاه
بدلا من استيلاء أهل القرية عليه
ومن ذلك نستنتج اننا البشر لا نستطيع ولا نصلح لأن نكون حكما على الاحداث التى التى تقع لنا
فقد نكره شيئا وهو خير و العكس قد نحب شيئا وهو شر لنا قال تعالى فى محكم آياته

((وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون))

كلام رائع .................والحمد لله على كل شيئ
ولنتذكر دائما ان امر المؤمن كله خيران اعطي شكر وان ابتلي صبر