كتب ناصر اللحام - يتبادل الفلسطينيون بعض النكات عبر الرسائل القصيرة في الهواتف النقالة , وقد لفت انتباهي بعضها , وكانت احداها حول طرق هدهدة النساء لاطفالهن قبل النوم ] :
المصرية : نام يا حبيبي نام .
السورية : نام يبعتلي حمة .
اللبنانية : نام تئبرني .
الاجنبية : سويت دريمز بيبي .
الفلسطينية : نام اجا ابو رجل مسلوخة , نام اجا اليهود , نام يلعن ابوك نام .
وفي نكتة اخرى يضحك عليها الفلسطينيون ان رجلا فلسطينيا لا يعجبه طبيخ زوجته كتب يافطة تقول
"ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه " وعلقها في المطبخ ولما عاد في ساعات المساء وجد انا زوجته نقلت اليافطة وعلقتها في غرفة النوم .
وبعيداعن التنظير الايديولوجي, والتثوير الماركسي والحث القومي , والعبثية الغربية والقسوة الشرقية , ارى اننا يجب ان ننظر الى يوم المراة بمعايير مختلفة .
فالمراة في المجتمعات الشرقية ليست شرقية مهمشة حتى نجعل لها يوما مثل [ يوم الشجرة , ويوم الايدز , ويوم مكافحة المخدرات ويوم الحب ]
بل ان المراة في المجتمع العربي تسكن كل قصيدة وكل بيت شعر وكل خلجة من خلجات الرجل , يتعب ويعمل حتى الموت من اجل امراة , ويحارب من اجل امراة , ويحب ويكره من اجل امراة ,حتى ان القران الكريم المحفوظ خصص سورة كاملة تحت اسم "سورة النساء" .
والاصل في الحديث هو التعامل , وليس المجتمع او الرجل ويجب ان يحدد معايير هذا التعامل , بل ان المراة تحدد ايضا .
وقد لفت انتباهي على قناة mbc في برنامج ادم حلقة خصصتها القناة تحت عنوان [ لماذا اصبحت المراة هذه الايام اكثر عدوانية واكثر جفاء واكثر قسوة ؟؟]
طبعا لم نحصل على اجابة من البرنامج , وحتى نقطع الطريق على من يريد الاصطياد في المياه العكرة نقول ايضا ان الرجل اصبح هذه الايام اكثر ياسا واكثر حنانا وحساسية ]
وقال لي ابن عمي [ شو مال النسوان بطلوا حنونات ] وضحكنا كثيرا .
ثم وجدت صديقا لي كان من جبابرة الكفاح المسلح يهتم بشؤون المنزل واحتياجات الاطفال ويطبخ لهم , وحين حاولنا ممازحته امام زوجته قالت زوجته : [زهقت من هاذا القرف ] وقال هو : [ انا اشعر انني احمل قلب ام]
ووسط غابة من الفضائيات واغاني الفيديو كليب والصبايا الكاسيات الكاشفات الحاسرات ووسط "بوس الواوا "
"وفيها ايه لو اصاحب صاحبك" نريد ان نمازح المراة ونسال : ما الذي جرى ؟ ولماذا هذا الهجوم على الرجل ؟
وقد لوحظة مع فترة الانتفاضة الاولى 1987 ان العلاقة بين الرجل والمراة شهدت نقلة نوعية ايجابية كبيرة , ومشاركة عظيمة,الا انه وبعد عشرين عاما صار الرجل الفلسطيني يتعرض لهجوم خطير يتمثل في:
اولا : الفيديو كليب وثقافة الشكليات .
ثانيا : الاحتلال والقتل والاسر والسجن والاصابة .
ثالثا : المفهوم الغربي العبثي للاسرة والازواج و الطلاق .
رابعا: صارت قلوب النساء قاسية وقلوب الرجال حنونة فيما يشبه تبادل الادوار .
خامسا: ننتظر بفارغ الصبر الجزء الثالث من باب الحارة على ان يعود الماضي , ولكن هيهات وما نيل المطالب بالتمني .
الفيلسوف الهندي طاغور كان يقول : لا تضرب المراة حتى ولو بزهرة . ونحن في الثامن من اذار نقول : لا تضربن الرجال , حرام, بكفينا يلي فينا , ونحن نبوس الواوا ونقاتل وامرنا لله.